تباين آراء السوريين حول دخول القوات التركية لأراضيهم واستياء من التدخل الروسي

هيومن فويس: القدس العربي – هبة محمد
تتباين آراء السوريين حول دخول القوات التركية إلى ارضهم، فقد اعتبر البعض أن انقرة تسعى للبحث عن حل سياسي، وتحاول إيجاد توافقات، لكن الواقع يفرض عليها حماية الأمن القومي التركي وخاصة في ظل التطلعات الكردية، في حين أن الجيش التركي قد لا ينتشر في إدلب شمالي سوريا، إلا بعد الانتهاء من ملف مدينة عفرين الخاضعة لوحدات حماية الشعب الكردية، أبرز مكونات قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا، وانهاء الآمال الانفصالية للأكراد بتأسيس دويلة لهم على الحدود السورية – التركية، واتفق كثيرن من المعارضين السوريين على ان التدخل الروسي في العملية هو عامل مفسد لها وليس عاملاً من عوامل النجاح.
والموقف في الشارع السوري وعلى مستوى فصائل الثورة السورية بعد الإعلان عن بدء الدخول التركي إلى سوريا يؤكد أن العملية ستتم بتغطية روسية، خاصة ان دماء الأبرياء التي سالت خلال الاسبوعين الفائتين بفعل اجرام الطيران الروسي الذي دمر البنية التحتية من مشافٍ ومدارس ومساجد واسواق شعبية ومنظومات اسعاف، حيث قالت مصادر مسؤول لـ «القدس العربي»: «لا يمكن القبول بان يكون الطيران الروسي داعماً لفصائل الجيش الحر في عملية ادلب، فالدخول الروسي في ادلب هو عامل مفسد ولن يكون سبباً في نجاح العملية».
ورأى المصدر العسكري من ابناء محافظة ادلب ان تركيا قد غيرت التكتيك، فبعد ان كان في الصف الأول الجيش التركي مدعوما بفضائل الجيش الحر، اصبح الجيش الحر رأس الحربة مدعوماً من قبل الجيش التركي، والاستطلاع والاستخبارت والتأمين المدفعي والتأمين اللوجستي والتأمين الجوي.
وقال المتحدث: بقناعتي الشخصية حتى الآن لم تبدأ المعركة الفعلية في إدلب، واستقدام فصائل درع الفرات او الجبهة الشامية او غرفة عمليات اهل الديار لحد الآن لم تعط الضوء الاخضر للبدء بمعركة مفتوحة مع جبهة النصرة، انما تحاول تركيا ان تستعرض حالياً لكي تجبر النصرة لاحقاً على القبول بالحلول السياسية، والحل السياسي المعروف هو عملية حل جبهة النصرة نفسها وعملية وقف الاقتتال الداخلي في مدينة ادلب.
المحامي والخبير القانوني بسام طبلية قال في تصريح لـ «القدس العربي» ان تركيا وقفت حكومة وشعباً مع الثورة السورية المجيدة منذ بدايتها، ولكن مع تآمر المجتمع الدولى على هذه الثورة وعلى تركيا، ومع تشرذم صفوف المعارضة وتفرقها وظهور دعم إسرائيلي أمريكي واضح لدعم الأكراد الأنفصاليين وتشكيل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً وقوات «ب ي د» – وكذلك الانقلاب الفاشل لحلف غولن المدعوم أمريكياً بشكل ضمني- والذي شكل خطراً حقيقياً على المصالح التركية، الأمر الذي دفع تركيا لأن تشعر بالخطر وأن تتجه باتجاه مصالحها إلى روسيا وايران وأن تتخلى عن الثورة السورية بشكل كبير لتشكيل جبهة ضد الخطر الكردي الذي يسعى للسيطرة على المنطقة الشمالية من سوريا.
وكان الثمن التركي واضح المعالم وهو التنازل عن حلب لمصلحة روسيا والنظام، وكذلك التعاون مع روسيا وايران بتأمين التغطية الشرعية من أجل الدخول إلى ادلب بحجة مكافحة الإرهاب والقضاء عليه مستخدمة بذلك فصائل سورية ليقاتلوا اخوانهم في ادلب.
واضاف المعارض السوري «أن وجود بعض عناصر هيئة تحرير الشام بين صفوف المدنيين واللاجئين إلى إدلب سيكون ثمنه كبيراً جداً من الضحايا المدنيين إذا ما دخلت القوات التركية والقوات السورية الموالية لتركيا، ورغم اعتقادنا بأهمية حل هيئة تحرير الشام وانصهارها بجيش وطني سوري حر، إلا أن هذا لا يبرر اللجوء إلى الحل العسكري السريع تبريراً لتنفيذ الاتفاق التركي الروسي الإيراني من أجل اعادة سيطرة النظام «الإرهابي» على شمال سوريا والقضاء على الثورة السورية بطريقة مخادعة تظهر ان سيطرة النظام اللاحقة هو عودة للشرعية الدولية.
ورأى المتحدث الحقوقي ان ممثلي الشعب السوري يبدو وبشكل واضح أنه قد تم تغييبهم واستبدالهم بـ»كركوزات» استانة من أجل اعطاء الشرعية المزيفة لهذه التحركات اللاشرعية لان مقاتلة من يسيطر على ادلب ليس أولية بالنسبة لمن ثار على نظام مجرم إرهابي فالأولية لنا هي إسقاط الإرهاب ورموزه الموجودين في دمشق.
وانتهى بالقول «لا أحد يكترث أو يذكر ما هو الثمن الذي يمكن دفعه من المواطنين المدنيين الذين لجأوا إلى ادلب من أجل النجاة بحياتهم، ليتفاجأوا بالدخول التركي والروسي الذي سيحصد أرواحهم دون اكتراث بأرواح المدنيين، بناء على ذلك وحقناً للدماء فإننا نناشد القوئ الموجودة في ادلب أن تحل نفسها وأن تندمج بجيش وطني حر يهدف للتقيد بمبادئ الثورة».