لاجئ سوري يؤسس أول مكتبة عربية بأوروبا

هيومن فويس: خاص – سما مسعود
بدأ العديد من السوريين فور استقراهم في أوروبا بسلك طرق إبداعية تسرع انطلاقتهم واندماجهم مع المجتمع الجديد، لتضاف المكتبة العربية الإلكترونية في أوربا إلى مجموعة من إنجازات السوريين هناك، حيث أسس أحد السوريين الواصلين إلى أوربا -ويدعى: ورد الدمشقي -المكتبة العربية في أوربا، للتخفيف من وطأة الغربة، على حد قوله.
وتابع “ورد” في اتصال خاص مع “هيومن فويس”: تأتي أهمية القراءة بلغتك في بلد أجنبي من كونها تخرجك من العزلة، وتعطيك مزيداً من الأمل الذي يمكن اعتباره جرعة ضد الاكتئاب، معللاً دوافع إنشاء المكتبة، بأن غالبية المهاجرين العرب والسوريين في أوروبا يجدون صعوبة بالانخراط في البلد الجديد خلال فترة زمنية قصيرة، ويسبب اختلاف اللغة والبعد عن القراءة نوعاً من الاكتئاب والانطواء، هذا ما عانيت منه وهذا ما دفعني للفكرة.
فريق المكتبة يتألف من عضوين فقط، فاطمة في ألمانيا، وورد في النمسا، حيث ما يزال العمل في بدايته، لكن المكتبة الإلكترونية ضمت حتى تشرين الثاني الجاري، وبعد شهرين من انطلاقها ما يزيد عن 5700 متابعاً إلكتروني، غالبيتهم لاجئون خارج سوريا.
يتراوح سعر الكتاب بحسب ما قاله ورد نحو 15 $ أميركياً، وقامت المكتبة ببيع ما يقارب 400 كتاب حتى اليوم، وتشكل ضرائب الشحن الصعوبات الأكبر التي يواجهها ورد وفريقه، بالإضافة للتدقيق على الكتب، وارتفاع أجور شحنها من البلدان العربية، علاوة على ارتفاع أجور الشحن في أوربا، لكننا في النهاية نجحنا بالحصول على كمية جيدة، تقارب 400 كتاب.
وتابع ورد: أكثر الكتب طلباً هي الكتب الأدبية، الروايات والدواوين الشعرية، وفي بعض الأحيان كتب دينية، وهي غير متواجدة في مكتبتنا مع الأسف” وتجلب الكتب من دمشق، وبيروت ومدن عربية أخرى،
ووسط زحمة الحياة وصخب الحروف المبهمة حيناً والغريبة أحياناً، التي تصل إلى مسامع القارئ العربي يجد عبد الناصر – وهو سوري مقيم في استانبول – في المكتبة العربية متنفذاً نحو لغة طالما عشق القراءة بحروفها.
وأضاف “عبد الناصر” في حديث لـ “هيومن فويس”: “سررت جداً بفكرة المكتبة والتعامل معها، ولولا هذه المكتبة لما وجدت كتاباً عربياً وسط عالم يتكلم لغة لم أستوعبها على مدار السنوات الأربع الماضية” ويتابع عبد الناصر كلامه قائلاً: “طريقة الحصول على الكتاب سهلة وسريعة نوعاً ما. وجاءت بعد محاولات كثيرة لم تنجح في الحصول على كتب عربية من مكاتب عدة منها مكتبة كويتية” مع وصول الكتب إلى ألمانيا وإيطاليا والنمسا وفرنسا من خلال المكتبة العربية، إلاّ أن هناك العديد من السوريين في أوربا ما زالوا يبحثون عن الكتب العربية.
بدورها تعقب “وداد” وهي سورية لاجئة في أقصى شمال السويد: “أتوق لمسك كتاب عربي والقراءة به، تعلمت السويدية وأتقنتها، لكن الأدب العربي مُغرٍ، ولم أتذوق حتى اليوم كلمات الأدب السويدي” وتتابع وداد: “أقرأ الكتب التي أريد عبر الإنترنت، إلا أن الإنترنت لا يغني عن تصفح الكتاب وتدوين ما تصل إليه من أفكار، نحن نفتقر للكتب العربية هنا قرب المتجمد الشمالي”.