ترجمة

طائرات مذخرة بالطعام ..كواليس التشاور الدولي

هيومن فويس: الغارديان

ترجمة: أسامة نتوف

أجرت أمريكا وبريطانيا محادثات ثنائية، وضحتا خلالها طرق إسقاط الطعام والدواء جويا إلى الأحياء الشرقية من حلب، وكافة السكان المحاصرين في سورية، كما استمرت المحادثات أربعة أشهر في واشنطن وتضمنت مناقشة نطاق واسع من الإمكانيات، من الإسقاط المظلي إلى إنشاء جسر جوي بطيارات من دون طيار، أو حتى طيران بطائرات مذخرة بالطعام يمكن الحصول على الطعام الذي بداخلها بعد تفكيكها (ومن ثم الأكل).

لم تحظ النقاشات بالموافقة من قبل ممثلي الحكومتين، فمخاوف عرقلة تسليم المساعدات جواُ من قبل النظام السوري وحلفائه، بسبب عدم الحصول على موافقة دمشق لاستخدام الأجواء السورية، إضافة لإحجام الجيش عن الاشتراك كانا سبباً في إفشال المفاوضات.

عقدت السفارة البريطانية في واشنطن لقاء نهاية تشرين الثاني الماضي، هدف إلى بث بعض الزخم للمناقشات والحصول على قرارات، حضر اللقاء مسؤولون رسميون أمريكيون وبريطانيون، إضافة إلى المتخصصين في المساعدات الإنسانية الجوية من قطاع خاص، تزامن ذلك مع تهجير نصف سكان حلب الشرقية، وسادت مخاوف من تزامن تقديم المساعدات جوياً مع انعدام الحياة في الأماكن المتنازع عليها.

وقال أحد المشاركين: “هناك حديث أن كل هذا متأخر جدا” حيث سيطرت القوى الحكومية السورية على أكثر من مناطق الثوار في حلب، بعد القصف العنيف والتقدم على الأرض الذي أجبر عشرات الآلاف على الفرار الأسبوع الماضي.

وبكل الأحوال فإن هناك أناساً آخرين محاصرين ويتضورون جوعاً في كل أنحاء سورية، وتشير تقديرات الأمم المتحدة أن 1 مليون سوري يعيشون تحت الحصار، وأن أكثر من نصفهم أطفال، وحيث يراقب العالم الناس في حلب يموتون بالآلاف، طورت أفكار متنوعة في العواصم الغربية فيما كان ممكناً إخجال دمشق وموسكو لتمرير القوافل الإنسانية.

أحد الاقتراحات كان لأنسنة القوافل مع الدبلوماسيين من الغرب والأقطار العربية في مجموعة دعم الدولية لسورية، وبحسب مبعوث المراقبة الإنساني في الأمم المتحدة إلى سوريا جان ايجلاند فإن: “قوافل المساعدات الإنسانية التي تتبناها مجموعة داعمي سوريا تحتاج إلى موافقة من قبل الحكومة السورية والروسيين، لتجاوز نقاط التفتيش، وإلا فسيكون لها نفس مصير قوافل الأمم المتحدة ما لم تصبح الحكومة السورية والقوات الروسية جزءاً من هذا الجهد.

في الأثناء، يجب أن تنفذ الإسقاطات الجوية التقليدية من طائرات النقل العسكري على ارتفاعات عالية لتتجنب الصواريخ المضادة للطيران، وأضاف إيجلاند “لسوء الحظ لا يمكن أن تنجز الإسقاطات الجوية على منطقة مكتظة سكانياً فمن الممكن أن تؤذي بالقدر الذي نريد أن نساعد”

وصرح مسؤول رسمي معني بمحادثات واشنطن قائلاً: “من الممكن لمحتويات الإسقاطات أن تتبعثر أثناء سقوطها، وبذلك ممكن أن تضل الهدف، وتدمر الأبنية، أو تقتل الناس الذين من المفترض أن تنقذهم”.

وأشار الجيشان الأمريكي والبريطاني، إلى أن الطيران الإغاثي العامل من دون إذن الحكومة السورية أو القوات الروسية يتضمن مخاطرة تؤدي إلى حدث عالمي من الممكن أن يخرج خارج السيطرة، وقد صرح للغارديان جين جوزف فوتل رئيس القيادة المركزية الأميركية “سئلنا عن رأينا حول ذلك وزودناهم بوجهة نظرنا، سوف يكون من الصعوبة فوق العادية، وليست طريقة مثالية أن تنقل الكميات التي نريد”.

وقد دعم في بريطانيا أكثر من 200 نائباً عملية الإسقاط الجوي البريطاني، ولكن الحكومة حذرت من أنه معقد بشكل كبير، ويضع القوى الحكومية على طريق التضرر، ويدور جدل واسع النطاق بين دعاة إسقاط المساعدات الإنسانية حول أثر الحمولات الصغيرة من المساعدات الطبية والتي من المحتمل أن يكون لها تأثير دراماتيكي، بمساعدة المدنيين المحاصرين ليتجاوزا الحصار؛ كما أن الكميات الكبيرة من الطعام يمكن أن تتدفق بطيارات لإسقاط المساعدات عبر جسر جوي، خلال مئات رحلات الطيران العاملة ليل نهار.

من الممكن أن تبلغ حمولة الطائرات من 2 إلى 50 كغ، كما أنه من الممكن أن تختار وبشكل عشوائي طريق طيرانها إضافة لقدرتها على تبديل ارتفاعها واتجاهها بطرق غير متوقعة وبالتالي فإن إسقاطها صعب، كما أن دارات الإرشاد تدمَر أثناء الارتطام.

ولا تعتبر هذه المحاولات الأولى من نوعها، ففي عام 2014 قام فريق متطوعين، بقيادة أمريكية بمحاولة بناء أسطول طائرات منخفضة الميزانية والتي يمكن أن تجمع محلياً والتي تستخدم لتقديم المساعدات للمناطق المحاصرة في سورية، حيث طويت مبادرة مشروع النقل الجوي السوري في ديسمبر 2015، بعد المشكلات التقنية ونقص التمويل.

يوجد الآن اهتمام قوي من بعض الأقسام في الحكومة الأمريكية والبريطانية في النقل الجوي عبر طائرات المساعدات بدون طيار ذات النطاق الواسع، ولكن ما تزال هناك عقبات كبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *