ملفات إنسانية

تحرير الشام تصادر عشرات المنازل بإدلب

هيومن فويس: القدس العربي- إيهاب بريمو

كثرت في الآونة الأخيرة عمليات الاستملاك من قبل هيئة تحرير الشام  للبيوت و الأراضي في محافظة ادلب، شمالي سوريا العمل الذي أكدته مصادر محلية بأن ليس بجديد على الهيئة، فمنذ بداية حربها على فصائل الثورة السورية عمدت الى مصادرة مقرات وبيوت جميع الفصائل التي تقصي عليها.

لكن في الأشهر الأخيرة تجاوز الأمر الفصائل و القادات والثوار الملاحقين من قبل “الهيئة ” الى المدنيين العزل و بدأت عمليات إخلاء واسعة لكثير من الأسر المنكوبة من البيوت التي تأويها بطريقة جلها إذلال في بعض الاحيان تصل الى الضرب و الشتم في الشوارع لكل من يعارض الإخلاء، سواء كان رجل أو امرأة أو عجوز حيث الكثير من عناصرها تقيم في منازل كبيرة.

واغلب الأحيان شخص واحد يقيم في طابقين او ثلاثة لوحده و مئات العائلات بلا مأوى. أربعون عائلة بلا مأوى في جسر الشغور والفضل الى هيئة تحرير الشام في جسر الشغور تحديدا وفي الايام القليلة المنصرمة وجهت “الهيئة” ما يزيد عن اربعين “تبليغه “الى الأهالي النازحين من مدينة جسر الشغور الى القرى الحدودية مع تركيا والتي تعتبر آمنة الى حد ماه من بطش آلة النظام السوري.

وتعود ملكية هذه القرى الى مواطنين من الطائفة المسيحية والتي هي بالأصل “مصايف” كان يقطنها نسبة قليلة من سكانها بشكل دائم وهم كبار السن. “أبو محمد” محامي سوري من مدينة جسر الشغور تحدث لنا بشرط عدم الافصاح عن أسمه لأسباب أمنية خوف من طرده من منزله او اعتقاله.

وقال: عندما يكون الحديث عن جبهة النصرة، فهذا يعني عدم الخوض بالأخلاق و الشرف و الدين و جميع معاني السمو الإنساني, فهذه العصابة من المعيب أن نقيسها أخلاقياً و أن نحكمها للضمير الإنساني لم يجارهم أحد في التاريخ في نوع و حجم إجرامهم.

ويضيف “أبو محمد” خلال الفترة السابقة و قبل توافد” داعش” و عائلاتها الى ادلب كانت” جبهة النصرة” منشغلة بفك و بيع كل البنى التحتية في محافظة ادلب من أفران و معامل و ممتلكات عامة و خاصة.

ويشير “ابو محمد ” الآن و يبدو بسبب الحاجة لإيواء عناصر داعش و توطين” التركستان” و غيرهم تقوم جبهة النصرة بالقوة بإخلاء البيوت التي يقطنها سوريين تهدمت بيوتهم بوقت سابق .

و تتعالى اصوات الأهالي المهددين بالنوم بالعراء بعد انتهاء مدة التسليم التي لا تتجاوز العشرين يوم وبدورها أم خليل السيدة الأربعينية، أرملة ولديها خمسة اولاد هي من احدى العائلات التي تم ابلاغهم بأخلاء منازلهم , حدثتا أم خليل عم الهواجس التي اصابتها منذ معرفتها بأنه يجب عليها اخلاء المنزل الذي تقيم فيه.

وقالت: لم نكن سعداء يوماً بهذه البيوت التي نسكنها حالياً بعد أن هجرنا النظام من منازلنا في مدينة جسر الشغور ، و لطالما كنا نعد الليالي لتحرير مدينتنا من نظام الأسد المجرم ، و العودة إلى منازلنا و ذكرياتنا و جذورنا.

وتضيف “أمل خليل” و حدث أن تحررت المدينة لكن القصف الوحشي أحال الكثير من المنازل الى أنقاض و منها منزلي الذي لم أتعرف حتى على الشارع الذي كان فيه من شدة الدمار ، و الأن أتفاجئ بتبليغ من جبهة النصرة بإخلاء البيت الذي أسكن فيه مع أطفالي ، و لدى مراجعتي لهم و محاولة إقناعهم أني لا أملك اي مكان أسكن فيه و أطفالي و لا أملك المال لاستأجرا منزل ، كان الجواب هذه “مشكلتلك “و عليك الإخلاء بالوقت المحدد أو سنخليكم بالقوة مع تحملكم للعقوبة.

وتبوح “أم خليل” لعل من يسمعها : الآن ساعات مؤلمة و عصيبة تفصلني عن الموعد المحدد و أنا ارى الشارع أمامي مأوى قادم لي و لأولادي، اعلم ان هناك في السماء من سيسمعني ويستجيب لدعائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *