ملفات إنسانية

“الشلل” وباء يهدد الأطفال السوريين

هيومن فويس

قالت المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال في بيان لها، الخميس، 8 حزيران – يوينو 2017، إن ثلاث حالات إصابة بشلل الأطفال تأكدت في محافظة دير الزور السورية في أول عودة للمرض للظهور في سوريا منذ 2014.

وأضافت أنه تم رصد الفيروس في حالتين مصابتين بالشلل الرخو الحاد في أوائل مايو أيار وفي حالة ثالثة لطفل سليم في نفس المنطقة. وفق ما نقلته وكالة “رويترز”

والسلالة التي ظهرت في حالات الإصابة هي شلل الأطفال الناجم عن أخذ اللقاح من النوع الثاني. وتلك السلالة هي تحور للفيروس الضعيف الموجود في اللقاح الذي يؤخذ عبر الفم ويمكنها أن تتسبب في حالات إصابة في المناطق التي تعاني من نقص حاد في التطعيمات.

وكانت قد أظهرت تحليلات أجريت لعشرة أطفال سوريين إصابتهم بشلل الأطفال حسب منظمة الصحة العالمية، مما أثار مخاوف من تفشي إقليمي واسع النطاق للمرض وذلك وسط الهجرة الجماعية وانهيار الخدمات الصحية تحت ضغوط الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا اليوم.

حذر مسؤولون في منظمة الصحة العالمية من مخاطر انتشار مرض شلل الأطفال المعدي بشكل كبير في المنطقة وذلك بعد تأكيد حالات الإصابة به شرقي دير الزور. بالإضافة إلى تلك الحالات، فقد صرح المسؤولون بأن اثني عشر طفلاً آخراً يعانون من الشلل المرافق لمرض شلل الأطفال ينتظرون نتائج الاختبار، ما يعني احتمال إصابة الآلاف غيرهم حيث تظهر أعراض هذا المرض بنسبة 1 إلى 200 من المصابين.

وفي سوريا تسببت سلالة شرسة من النوع الأول في إصابة 36 حالة في عامي 2013 و2014 قبل أن يتم احتواؤها بنجاح. وقالت المبادرة في بيان إن دير الزور شهدت حملتين للتطعيم في مارس آذار وأبريل نيسان من هذا العام لكن تغطية محدودة فقط هي التي كانت متاحة بسبب المشكلات الأمنية.

لكنها أضافت أن رصد الحالات يوضح أن أنظمة مراقبة الأمراض في سوريا فعالة.

وفي 29 مايو أيار قالت متحدثة باسم منظمة الصحة العالمية لرويترز إن هناك 50 حالة مصابة بالشلل الرخو الحاد في المحافظة منذ بداية عام 2017 لكن الاختبارات لم تظهر تأكيدا بعد لوجود فيروس شلل الأطفال في عينات براز للمرضى.

وقالت “ما زال انعدام الأمن يعرقل الوصول إلى دير الزور ومناطق أخرى في سوريا بشكل كبير. هذا لا يؤثر فقط على التطعيم بل على نقل عينات البراز للمختبرات لتأكيد وجود فيروس شلل الأطفال”.

هذا وقد حذر العاملون في مجال الصحة من الظروف غير الصحية التي يعيشها ملايين النازحين السوريين والتي ستكون بدورها أرضاً خصبة للأمراض مثل شلل الأطفال والذي ينتقل عن طريق الغذاء الملوث أو إمدادات المياه، ومع فرار ما يقارب أربعة آلاف لاجئ من البلاد يومياً، يصبح خطر انتشار هذا المرض أكثر جدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *