الصديقان اللدودان.. إسرائيل وإيران

هيومن فويس: محمد بلال
الهجومات الإسرائيلية على العمق الإيرانية وعلى أهداف ذات أهمية كبرى كمعمل إنتاج الصواريخ البالستية في أصفهان والذي من المفترض أنه يحظى بحراسة مشددة وحماية ضدّ الهجمات الجوية، له عدت دلالات.
منها أن التفاهمات الأمريكية الإسرائيلية مع طهران تتضمن إضعاف الدول العربية وتفكيك بنيتها الإجتماعية ( وهذا ظاهر بإحتلال إيران لأربع عواصم عربية وإختراق مجتمعاتها.
لكن يجب عليها أن تقف عند هذا الحدّ المرسوم، وإيران تشعر بهذا الإمتداد الجغرافي توسعاً هائلاً يتوافق مع طموحاتها الإمبراطورية، لهذا كان لا بدّ لها أن تجدّ السير في بناء منظومة عسكرية قوية وضخمة، زمن ضمنها القنبلة النووية لتسطيع أن تفرض هيبتها الإقليمية، وحماية تلك الرقعة الشاسعة، تمهيداً لتوسيعها، وهنا كان تضارب المصالح بين مشىروعها الإمبراطوري الفارسي والمشروع الص. ه. ي. و. ن. ي الذي يرى في تلك البقعة ذاتها ميداناً خاصاً به، فوقع صراع على خلفية إتفاق، وهذا هو المأمول من كل شركاء الصطو واللصوصية، فامتدت يد إسرائيل الطويلة لتحجّم طموحات إيران، فقصفت قواتها المتواجدت في سوريا مئات المرات، ودمرت عتادها الموجه إلى حزب اللات وإلى قواعدها المتواجدت على الأرض كامل المساحة السورية.
كما وصلت إلى العراق وإيران ذاتها مرات عدة، وكان أهمها سرقة ملفات المشروع النووي الإيراني واصطياد قاسم سليماني والعالم فخري زاده أبو القنبلة الذرية الإيرانية، كل هذا للدلالة على أن إيران قد تجاوزت حدودها المرسومة، أما الآن، فإيران لن تتراجع عما وصلت إليه من سيطرة على أرض أو تطور في السلاح القتالي أو التكتيكي أو الإستراتيجي كالمشروع النووي، وإسرائيل تعلم أنها تمتلك اليد العليا، من حيث تطور الأسلحة من كل الأنواع وعلى كل المستويات، وأهم هذه الأسلحة التي تمتلكها إسرائيل بعد القنبلة النووية، التبني الأمريكي لها ولمشروعها، والدعم المستمر الذي يصل إلى حدّ الشراكة، فأين يفترق العدوان، وأين يلتقي الشريكان ؟
تنويه: مقال الرأي يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي هيومن فويس.