تحليلات

قرار تركي مفاجئ بشأن العملية العسكرية التركية

هيومن فويس

قرار تركي مفاجئ بشأن العملية العسكرية التركية

تشهد المنطقة الشمالية والشرقية من سوريا تطورات ميدانية لافتة وسط الحديث عن قرب إطـ.ـلاق تركيا لعملية عسكـ.ـرية جديدة داخل الأراضي السورية من أجل إنشاء “المنطقة الآمنة” تمهيداً لإعادة نحو مليون لاجئ سوري إليها خلال الفترة القادمة.

وعلى الرغم من تأكيد وسائل الإعلام في تركيا على اقتراب ساعة الصفر واستكمال كافة الاستعدادات والتحضيرات اللازمة لبدء العملية العسكـ.ـرية، إلا أن أنقرة اتخذت قراراً مفاجئاً خلال الساعات القليلة الماضية بخصوص العملية المحتملة.

وفي التفاصيل، نقل موقع “العربي الجديد” عن مصدر مطلع في الـجـ.ــيش الوطـ.ـني السوري التابع للمعارضة السورية، تأكيده بأن تركيا اتخذت قراراً بتأجيل العملية العسكـ.ـرية إلى أجل غير مسمى.

وأوضح المصدر أن الجانب التركي أبلغ قادة الفصائل بتأجيل العملية العسكـ.ـرية دون تحديد إطار زمني جديد لإطلاقها في قادم الأيام.

وبيّن أن تركيا أبلغت قادة “الجــ.ـيش الوطـ.ـني السوري” بالقرار خلال اجتماع جرى مساء يوم أمس في مدينة “كلس” على الحدود بين سوريا وتركيا.

ونوه المصدر إلى أن قرار تأجيل العملية جاء بشكل مفاجئ بعد تحديد مسار العملية ومراحلها خلال اجتماع جرى قبل يوم واحد من قرار التأجيل.

ولفت إلى أن المرحلة الأولى من العملية كانت من المفترض أن تصل منطقة درع الفرات في ريف حلب الشرقي بمنطقة “نبع السلام” شرق الفرات، وهذا يعني أن الهدف الأول لتركيا كان يتمثل بالسيطرة على مدينة “عين العرب” وما حولها.

ويأتي ما سبق في ظل الحديث عن صفقة كبرى سيتم إبرامها بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تريد أنقرة الحصول على بعض المكاسب دون الحاجة إلى القيام بعملية عسكـ.ـرية جديدة.

وأشار محللون إلى أن الجانب التركي ربما تمكن من إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة السيطرة على بعض المناطق مثل “عين العرب” و”منبج” و”تل رفعت” من أجل إنشاء المنطقة الآمنة التي أخذت زخماً دولياً كبيراً خلال الأيام القليلة الماضية.

وفي ضوء ذلك يرى مراقبون أن أمريكا ربما ستسمح لتركيا بالسيطرة على المناطق آنفة الذكر بموجب صفقة كبرى تحصل من خلالها واشنطن على موافقة أنقرة على انضمام السويد وفنلندا لحلف شمال الأطلسي “الناتو”.

كما نوه المحللون إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية من المرجح أن تحصل من تركيا على ضمانات بخصوص التضييق على روسـ.ـيا بشكل أكبر في الفترة القادمة، لاسيما بما يتعلق بالأوضاع الميدانية في أوكـ.ـرانيا.

وأوضح المحللون أن الأنباء التي تحدثت عن تأجيل تركيا للعملية العسكـ.ـرية بعد تحديد ساعة الصفر بيوم واحد، تدعم فرضية أن تكون هناك صفقة كبرى تم إبرامها بين أنقرة وواشنطن وراء الكواليس.

تجدر الإشارة إلى أن صحيفة “خبر ترك” التركية كانت قد نقلت يوم أمس عن مصادر عسكرية تأكيدها بأن الاستعدادات للعملية العسكـ.ـرية شمال سوريا اكتملت بنسبة 90 بالمئة.

وأشارت الصحيفة إلى أن العملية قد تبدأ في أي لحظة، لافتة أن الأمر يحتاج إلى إشارة من الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” الذي حصل على تفويض من مجلس الأمن التركي بخصوص العملية.

مع الإعلان عن العملية العسكرية.. سيناريوهات جديدة قد تشهدها سوريا

رأت صحيفة “الشرق الأوسط” أن هناك ثلاثة سيناريوهات للتصعيد قد تشهدها سوريا مستقبلًا، بفعل تطورات جديدة حدثت على عدة مستويات.

وأضافت أن هناك احتمالية لتصعيد عسكري، ضمن ثلاث مناطق سورية، وأن الهدوء الحالي السائد في البلاد سيكون معرضًا للخطر، في ظل وجود مؤشرات خارجية على ذلك.

وأوضحت الصحيفة أن أحد أبرز أوجه التصعيد المحتملة ستكون بين إسرائيل وإيران، بعد تعرض التوازن الذي أحدثته روسيا في المنطقة للتصدّع، بسبب انشغال موسكو في أوكرانيا.

وأشارت إلى أن المؤشر الثاني للتصعيد هو ما يدور في مناطق شمال وشمال شرقي سوريا، بين تركيا والميليشيات الكردية، ولا سيما بعد التهديدات التركية الأخيرة بفتح عمل عسكري جديد.

وأردفت أن المؤشر الثالث هو تغير الموقف الأردني من تواجد الميليشيات الإيرانية في الجنوب السوري، بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة، خلال الأشهر الأخيرة، إذ اعتبر متحدث باسم الجيش الأردني أن بلاده تخوض حربًا حقيقية في المنطقة مع التنظيمات المدعومة من إيران.

وشهدت مناطق السيطرة في سوريا استقرارًا على الوضع الراهن، منذ ربيع العام 2020، لكن المؤسرات تدل على قرب حدوث تصعيد محتمل، على الحدود مع تركيا والأردن، بالإضافة لمتغيرات قد تشهدها ساحة الصراع الإيرانية الإسرائيلية. بحسب الدرر الشامية

4 أسباب تدفع تركيا لعملية عسكرية خامسة في سوريا

أكد مجلس الأمن القومي التركي، أن العمليات العسكرية الجارية حاليا على الحدود الجنوبية للبلاد والأخرى التي ستُنفذ، ضرورة للأمن القومي، وأنها لا تستهدف سيادة دول الجوار.

جاء ذلك في بيان صادر عن المجلس الخميس، عقب اجتماعه برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، واستمر لثلاث ساعات.

وجاء في البيان: “العمليات العسكرية الجارية وتلك التي ستُنفذ على حدودنا الجنوبية ضرورة لأمننا القومي ولا تستهدف سيادة دول الجوار”.

وشدد مجلس الأمن القومي على أن أنقرة التزمت دائما بروح وقانون التحالفات الدولية، وأنها تنتظر نفس المسؤولية والصدق من حلفائها.

وأضاف: “وجهنا دعوة للدول التي تنتهك القانون الدولي بدعم الإرهاب للتخلي عن موقفها والأخذ بعين الاعتبار مخاوف تركيا الأمنية”.​​​​​​​

وأوضح البيان أن العمليات التي ستُنفذ على الحدود الجنوبية هي لتطهير المنطقة من الإرهاب ولا تستهدف بأي حال من الأحوال سلامة وسيادة دول الجوار، وأنها ستقدم مساهمة جادة لتحقيق الأمن والسلام لدول الجوار.

وذكر البيان أنه خلال الاجتماع تم اطلاع المجلس على سير العمليات التي تنفذ بعزم ونجاح ضد جميع أنواع التهديدات والمخاطر، وخاصة التنظيمات الإرهابية بي كي كي “PKK” (تنظيم إرهابي ينشط في عدة دول بالمنطقة بينها سوريا والعراق وإيران)، وواي بي جي “YPG” (ذارع بي كي كي الإرهابي في سوريا) وبي واي دي “PYD” (الجناح السياسي لواي بي جي بسوريا)، و”غولن” و”داعش”.

وحول الحرب الروسية الأوكرانية، شدد البيان على ضرورة إعلان وقف شامل لإطلاق النار دون تأخير من أجل وقف الحرب بين البلدين وفتح الطريق أمام حل سلمي.

وذكر أن الحل الذي سيتم التوصل إليه في إطار سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية سيكون الأساس لإحلال سلام دائم في المنطقة.

كما ناقش المجلس الإجراءات الاستفزازية المتزايدة لليونان في بحر إيجه، التي تنتهك القانون الدولي والمعاهدات التي هي طرف فيها.

وتم التأكيد على الموقف الحازم لتركيا بشأن حماية حقوق ومصالح الشعب التركي، وعدم التنازل أو المساومة فيه.

كما ناقش المجلس تنامي ظاهرة الإسلاموفوبيا في بعض الدول خلال الفترة الأخيرة، مع التأكيد على مسؤولية الدول في منع الأعمال الاستفزازية، بما فيها حرق القرآن الكريم والاعتداءات على المواطنين الأتراك.

ما هي دوافع تركيا لإطلاق عملية عسكرية خامسة في سورية؟ سلسلة تغريدات لمدير مركز جسور للدراسات محمد سرميني:

قبل 3 أيام قال الرئيس رجب طيب أردوغان إنّ أولوية العملية العسكرية ستكون على المناطق التي تُعد مركز انطلاق للهجمات على #تركيا والمناطق الآمنة في #سورية. بالتالي، يُفترض أن تستهدف العملية -في حال تنفيذها- مناطق عين العرب وتل رفعت وعين عيسى ومنبج، باعتبار أنّ تلك الهجمات تنطلق منها

لدى تركيا العديد من الدوافع لشنّ عمليّة عسكريّة جديدة شمال سورية.
على المستوى الدولي، هناك محاولة للضغط على الولايات المتحدة بعد اعتراض تركيا على انضمام السويد وفنلندا لحلف الناتو؛ فأنقرة تسعى للحصول على ثمن من واشنطن مقابل تقديم موافقتها على هذا التوسّع.

لأنّ موافقة تركيا ستؤثر سلباً على علاقتها مع روسيا، التي قد تلحق بها خسائر سياسية واقتصادية.
وتركيا تُدرك أنّ الظروف الدوليّة الناتجة عن غزو روسيا لأوكرانيا تسمح لها بإعادة التفاوض مع كلّ الأطراف على تفاهمات جديدة فيما يخصّ سورية وغيرها.

على المستوى السوري، تمتلك تركيا -نظريّاً- دوافع عديدة أهمّها:
1️⃣ دعم خطة إعادة اللاجئين، فإخراج قسد من مدن تل رفعت ومنبج وعين العرب يُشجّع فعلاً على عودة عشرات آلاف المهجرّين إلى منازلهم بشكل طوعي، على غرار العمليات العسكرية السابقة التي ساهمت بعودة 500 ألف لاجئ بشكل طوعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *