هل انسحبت القوات الروسية من جبهات القتال شمالي حلب؟

هيومن فويس
هل انسحبت القوات الروسية من جبهات القتال شمالي حلب؟
منذ إعلان تركيا عن نيتها البدء بعملية عسكرية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، كثر الحديث عن انسحابات عسكرية للقوات الروسية من النقاط التي تمركزت فيها على جبهات القتال دعمًا لـ”قسد”.
وتحدثت شبكات محلية عن انسحاب القوات الروسية من محيط مدينة تل رفعت، ومن مطار “منغ” العسكري، وعن انسحابات متتالية أخرى.
تواصلت عنب بلدي مع الناطق العسكري باسم “الجيش الوطني السوري”، الرائد يوسف حمود، للوقوف عند حقيقة الأمر، إذ اعتبر أن هذه الانسحابات ليست بجديدة، وأن هناك مناطق رُوّج لانسحاب القوات الروسية منها، إلا أنها خالية من الوجود الروسي منذ مدة.
فالقاعدة الروسية في مطار “منغ” العسكري سبق أن أخلتها روسيا منذ فترة طويلة جدًا، بحسب حمود، ويتمركز فيها اليوم “لواء تحرير عفرين”، وهو ميليشيا مدعومة إيرانيًا، وسبق أن خضعت لتدريبات على يد “حزب الله” اللبناني.
وبحسب المتحدث العسكري، فإن القوات الروسية أخلت مواقعها أيضًا في محيط مدينة عين العرب، وينحصر وجودها اليوم في بلدة العريمة ومحيط مدينة منبج، ومقر “اللواء 93” جنوبي عين عيسى.
كما أخلت موقعًا شرقي مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، إضافة إلى نقطتين في جبل التركمان، تمركزت فيهما ميليشيات موالية لإيران عقب الانسحاب الروسي.
وعن الوجود العسكري الروسي، قال المتحدث باسم “الجيش الوطني”، إنه لا يتمثل بعتاد عسكري، إنما مقرات استخباراتية، وبعض العناصر الاستشاريين.
ويأتي الحديث عن انسحاب روسي وحشود لـ”الجيش الوطني” عقب إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن نية بلاده إطلاق عمل عسكري جديد ضد “قسد” في سوريا.
ولفت إلى أن المناطق التي تعد “مركزًا لانطلاق الهجمات على تركيا والمناطق الآمنة، ستكون على رأس أولويات العمليات العسكرية”، في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، بحسب وكالة “الأناضول” التركية.
من جانبه، أصدر المكتب الإعلامي لـ”قسد” بيانًا نفى فيه أي بوادر لتغيير استراتيجي في انتشار القوى الضامنة بمناطق نفوذها شمال شرقي سوريا، مشيرًا إلى أن تركيا تهدف إلى “تسخين الأجواء”.
وأطلقت تركيا سلسلة من العمليات العسكرية في ريف محافظة حلب الشمالي، وامتدت العمليات العسكرية حتى أرياف محافظتي الرقة والحسكة شمالي سوريا. بحسب عنب بلدي
تحركات عسكرية متسارعة ومواجهة وشيكة في سوريا
تتسارع الأحداث الميدانية في شمال شرق سوريا، مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نيته إطلاق عملية عسكرية جديدة تمتد لعمق 30 كيلومتراً، لجعل هذه المساحة “منطقة آمنة” داخل الأراضي السورية حسب وصفه.
إعلان أدروغان عزمه التوغل في الأراضي السورية خلال ترؤسه اجتماع الحكومة في أنقرة يوم أمس، قابله بدء تحرك عسكري في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بالإضافة لانسحاب قوات روسية كانت متواجدة في منطقة عين العرب شمال شرق حلب باتجاه بلدة عين عيسى شمالي الرقة، حسبما أفاد مراسل “ستيب” في المنطقة.
انسحاب روسي وتعزيزات “لقسد”
وقال مراسل ستيب الإخبارية، إن “رتلاً عسكرياً للقوات الروسية يضم عشرات الآليات العسكرية غادر منطقة عين العرب في وقت بدأت قوات “قسد” بجلب تعزيزات عسكرية كبيرة دفعتها نحو خطوط التماس المقابلة لفصائل المعارضة السورية المدعومة تركياً، إضافة لرفع سواتر ترابية عالية وحفر خنادق على طول خطوط الجبهات”.
وأضاف، أن قوات قسد “تجمّعت في مدينة عين عيسى شمالي الرقة وأنشأت نقاط عسكرية جديدة لها مع تثبيت عدد من المدافع الثقيلة والمتوسطة تزامناً مع استنفار عسكري كبير في كامل المنطقة. رافق ذلك رفع حواجز تابع لـقسد العلم الروسي في حواجزها ونقاطها العسكرية في مناطق تل رفعت ومرعناز ومنغ، تجنباً لقصفٍ جوّي قد يطالها”.
من جهة أخرى، استدعت القوات التركية عدد من قادة فصائل المعارضة لعقد اجتماع موسّع خلال الساعات القليلة الماضية بهدف اطلاعهم على أهداف العملية العسكرية إذا ما بدأت، بحسب مصادر مطلعة.
يتزامن ذلك مع رفع الجاهزية العسكرية للفصائل المدعومة تركياً على محاور القتال شمال وشرق سوريا. ووصول شحنة صواريخ وقذائف من الجانب التركي. كما تم استهداف مواقع لقوات قسد في عشرات المناطق منذ ساعات الصباح الأولى.
وأفاد مراسل ستيب بأن فصائل المعارضة استهدفت مواقع لقسد في مناطق تل رفعت ومنغ وعين دقنة ومرعناز وحربل وأم القرى والوحشية في شمال حلب معلنة تحقيق إصابات مباشرة بصفوفها.
قسد تتواصل مع القوى الضامنة
وأعلنت قوات “قسد” في بيان، أن “لا تغيير استراتيجي على توزع وانتشار القوى الدولية الضامنة في شمال شرقي سوريا”، مضيفة أنها “بدأت تدرس مستوى التهديدات التركية الفعلية والمتوقعة لمناطق شمال وشرق سوريا” وأنها “تتواصل مع القوى الضامنة في المنطقة”، في وقت يبدو أن تركيا تستعد فعلياً لهذه المواجهة.
في السياق ذاته، أفاد مصدر بوزارة الدفاع الأمريكية في تصريح لـ “سكاي نيوز عربية”، أنه “لا وجود لأي تسوية أو ترتيب أمني مع تركيا للتوغل في شمال سوريا”. بحسب وكالة ستيب
اقرأ أيضاً: بكمين محكم ضربة قوية لعناصر النظام السوري
ذكرت مصادر إعلامية أن مسلحين مجهولين،، نصبوا عدة كمائن لقوات النظام والميليشيات الموالية لها على محاور البادية السورية، وأوقعوا العشرات من عناصرها بين قتيل وجريح.
وقال موقع صحيفة“المدن” اللبنانية: إن خمسة عناصر من قوات الأسد قتلوا وأصيب آخرون من ميليشيا “النمر”، أو ما تعرف بـ“الفرقة 25”، على محور “البيارات – تدمر”.
وأضاف أن كمائن أخرى وهجمات استهدفت تحركات ميليشيا لواء القدس و“الفرقة 25” بقوات الأسد، على محور بادية الرصافة- السخنة، ما تسبب بمقتل وجرح 25 عنصرًا.
وأكدت مصادر محلية يوم أمس الإثنين، أن ميليشيا ماهر الأسد فقدت الاتصال بمجموعة من العناصر، تقدر بعشرة مقاتلين، بينهم ضابط برتبة مقدم، كانوا في طريقهم من ريف دمشق الغربي باتجاه بادية حمص.
وأطلقت قوات الأسد، بالاشتراك مع ميليشيات روسية وإيرانية، حملة عسكرية لتمشيط منطقة البادية السورية من خلايا تنظيم الدولة، شملت بوادي حمص والرقة وبعض الأجزاء من ريف دمشق.
سوريا على أعتاب مرحلة هامة وحديث عن صفقة كبرى تلوح في الأفق
شهد الملف السوري تطورات كثيرة خلال الأسبوع الجاري تخص العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، لاسيما بما يخص تعامل كلا البلدين مع الملف السوري وتطورات الأوضاع في سوريا في المرحلة الراهنة التي تبدو مختلفة كلياً عن المراحل السابقة.
وأشارت مصادر صحفية إلى أن التطورات التي شهدت الملف السوري خلال الأيام القليلة الماضية يدل على وجود تقارب كبير في وجهات النظر بين أنقرة وواشنطن حول المرحلة القادمة في سوريا.
وأوضحت المصادر أن تصريحات المسؤولين في الدول المعنية والمؤثرة في الملف السوري، ترسم خيوط مرحلة هامة وجديدة في سوريا.
ونوهت أن المؤشرات الحالية تدل على أن روسيا ستكون الخاسر الأكبر، وذلك على حساب وجود تقارب بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا.
وبينت المصادر أن التطورات التي تشهدها سوريا حالياً، قد تترجم إلى صفقة كبرى قد تنجح تركيا بحسمها لصالحها، وذلك في ضوء امتلاك أنقرة العديد من الأوراق التفاوضية الرابحة.
ولفتت إلى أن تركيا في الوقت الراهن من الممكن أن تستغـ.ـل الورقة الرابحة التي تتعلق بمسألة قبول انضمام فنـ.ـلندا والســويد إلى حلف شمـ.ـال الأطلسي “الناتو”.
وضمن هذا السياق، نشر موقع “تلفزيون سوريا” تقريراً مطولاً سلط الضوء من خلاله على التطورات التي شهدها الملف السوري مؤخراً والفرص المتاحة أمام تركيا لحسم الصفقة التي بدأت معالمها تلوح في الأفق بين الدول الفاعلة بالملف السوري خلال المرحلة القادمة.
وأوضح التقرير أن تركيا ما زالت تتمسك بأوراقها الرابحة من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب من حلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى أن الملف السوري لا يبدو بعيداً عن حسابات أنقرة بهذا الشأن.
وحول تفاصيل الصفقة، أشار التقرير إلى أن تركيا من الممكن أن تحصل على دعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص عدة مطالب تتعلق بالملف السوري، وعلى رأسها ملف المنطقة الآمنة وملف دعم واشنطن للإدارة الذاتية الكردية، وذلك مقابل موافقتها على انضمام “فنلندا” و”السويد” لحلف “الناتو”.
وأشار التقرير إلى أن أمريكا عادت للاهتمام بالملف السوري بشكل ملحوظ مؤخراً، وذلك عبر عودة قواتها إلى عدة قواعد عسكرية شمال وشرق سوريا كانت قد أخلتها قبل عامين.
ولفت إلى أن روسيا تبدو أكبر الخـ.ـاسرين من عـ.ـودة الولايات المتحدة للمـ.ـلف السوري بقـ.ـوة، مشيرة إلى أن نائب وزير الخارجية الروسي “ميخائيل بوغدانوف” قد أقر قبل أيام في تصريحٍ له بأن الاتصالات بين بلاده وأمريكا بشأن قـ.ـضـ.ـايا المنطقة وسوريا خـ.ـصـ.ـوصاً معلقة في الوقت الراهن.
وختم الموقع تقريره بالإشارة إلى أن تركيا تملك عدة اتفاقات مع واشنطن بخصوص سوريا، وكذلك الأمر مع روسيا، الأمر الذي يبدو مواتياً لأنقرة لتحقيق مكاسب تخص الملف السوري.
ونوه إلى أن ملف المنطقة الآمنة يبدو غاية في الأهمية وأولوية للرئاسة التركية، مرجحاً أن تكون الصفقة الكبرى المحتملة بين واشنطن وأنقرة حول مسألة إنشاء منطقة آمنة شمال سوريا مقابل قبول انضـ.ـمـ.ـام فنلندا والسويد إلى “الناتو”.