مصادر دبلوماسية تحذّر من أمر خطير يتم التحضير له دولياً بشأن مستقبل سوريا

هيومن فويس
مصادر دبلوماسية تحذّر من أمر خطير يتم التحضير له دولياً بشأن مستقبل سوريا
تحدثت مصادر دبلوماسية مطلعة عن تطورات كبرى من المتوقع أن يشهدها الملف السوري خلال الأيام والأسابيع القليلة المقبلة، حيث حذّرت المصادر من أمر خطـ.ـير يتم التحضير له دولياً بشأن مستقبل سوريا ومصير رأس النظام السوري “بشار الأسد”.
وقال الدبلوماسي السوري السابق “بسام بربندي” في تصريحات صحفية، إن قرار الولايات المتحدة الأمريكية بإعفاء بعض المناطق السورية من العقـ.ـوبات يشـ.ـكل أرضية لتقسيم البلاد في المرحلة القادمة.
وأشار “بربندي” في حديث لصحيفة “المدن” اللبنانية إلى أن التطمينات التي صدرت عن إدارة الرئيس الأمريكي “جو بايدن” عقب قرار استثناء مناطق في سوريا من العقـ.ـوبات، والتي نوهت فيها الإدارة الأمريكية إلى أن الإعفاءات لا تعني دعم الاستقلال الذاتي لتلك المناطق “غير مقنعة وغير كافية”، وفق تعبيره.
وأفاد الدبلوماسي السوري السابق إلى أن التحفـ.ـظات التي يبديها معـ.ـارضـ.ـون سوريون وكذلك بعض المسؤولين الأتراك تجاه القرار الأمريكي “مبررة” ويجب أن يتم التعامل معها بجـ.ـدية.
وأوضح “بربندي” في معرض حديثه للصحيفة بأن القرار يحمل في طياته أمراً خـ.ـطيراً يتمثل باعتراف واشنطن بشكل غير مباشر بسلطة حزب قـ.ـومي “متطـ.ـرف” لا يمثل حتى الأكراد السوريين، على حد قوله.
ولفت كذلك الأمر إلى عدم تمثيل ذلك الحزب لبقية المكونات في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، وذلك في إشارة منه إلى حزب “الاتـ.ـحـ.ـاد الديمـ.ـقـ.ـراطي”، أكبر أحـ.ـزاب “الإدارة الذاتية” التي تبسط سيطرتها على معظم مناطق شمال وشرق البلاد.
ويرى العديد من المحللين والمهتمين بالشأن السوري بأن القرار الأمريكي يعد تمهيداً لقرارات وإجراءات أخرى يتم التحضير لها بشأن رسم ملامح الحل النهائي في سوريا.
ويشير المحللون إلى أن الخطوة الأمريكية من شأنها تحديد مستقبل سوريا ومصير رأس النظام السوري “بشار الأسد”، موضحين أن البلاد في ضوء ما سبق متجهة نحو التقسيم، حيث سيبقى بشار الأسد حاكماً للمناطق التي يسيطر عليها ويفرض سلطته فيها بالكامل.
من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن مصدر في المعارضة السورية (لم تذكر اسمه)، إن الجانب التركي سيكون من أكثر المستفيدين من القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة الأمريكية بإعفاء بعض المناطق السورية من العقوبات.
وبيّن المصدر أن المعلومات التي حصلت عليها المعارضة السورية تؤكد أن تركيا كانت على علم مسبق بالقرار الأمريكي، منوهاً إلى أن أنقرة حاولت أن تشمل تلك القرارات محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
واعتبر ذات المصدر أن الجانب التركي وعلى الرغم من التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأتراك ضد قرار الإعفاءات، إلا أنها لم تطلب من المؤسسات الرسمية التي تمثل المعارضة، كالائتلاف الوطني السوري والحكومة المؤقتة أن تعلن رفضها وتسجل موقف سلبي لدى الإدارة الأمريكية بهذا الخصوص.
وأرجع المصدر أسباب ذلك إلى أن تركيا وبعض المناطق التي تشرف عليها الحكومة المؤقتة ستجني مكاسب اقتصادية جيدة بعد القرار الأمريكي الذي تم اتخاذه مؤخراً بخصوص استثناء مناطق في المنطقة الشمالية والشرقية من سوريا.
وتحدثت تقارير صحفية وإعلامية عن خطة أمريكية جديدة للتعامل مع الملف السوري وتطورات الأوضاع في سوريا خلال المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أن واشنطن اتخذت مؤخراً قراراً من الممكن أن يشكل بداية أولى الخطوات العملية لمسار الحل النهائي في سوريا.
وضمن هذا السياق، نشرت صحيفة “الشرق الأوسط” الدولية تقريراً مطولاً سلطت من خلاله الضوء على القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية قبل أيام والذي نص على إعفاء بعض المناطق السورية شمال وشرق البلاد من العقـ.ـوبات المفروضة على النظام في دمشق.
وأشارت الصحيفة إلى أن استثناء بعض المناطق السورية من العقـ.ـوبات يمكن اعتباره خطة أمريكية أو خطوة اتخذتها واشنطن لتثبيت الحدود بين مناطق النفوذ الثلاث القائمة حالياً في سوريا، وهي مناطق سيطرة النظام ومناطق المعارضة ومناطق الإدارة الذاتية.
وعلى الرغم من حديث الصحيفة عن أهداف واشنطن البعيدة وراء القرار، إلا أنها رأت بأن استثناء بعض المناطق السورية من العقـ.ـوبات سيواجه تحديات كبيرة.
وأرجعت الصحيفة في معرض حديثها عن تداعيات القرار أسباب ذلك إلى أن الخطوة الأمريكية تنطوي على تناقضات كثيرة.
وأوضحت بالقول: “إن قـ.ـطاع النفط المـ.ـدرج على قائمة العقـــ.ـوبات والممـ.ـنوع من الاستثناء الأمريكي، يشكل 90 بالمئة من ثـ.ـروات النفط السوري في منطقة شرق الفرات، وأن بعضاً من إنتاجه يـ.ـذهــب إلى منـ.ـاطق سيـ.ـطـ.ـرة النظام السوري، ما سيجعل من تطبيق الاستثناء عـ.ـرضــ.ـة لاختبارات كثيرة.
كما نوهت الصحيفة إلى أن تركيا وحكـ.ـومة النظام اعتبرت الاستثناء بمثابة عامل داعم للاعتراف السياسي بالإدارة الذاتية، لذلك انتقدوا هذا القرار بعبارات لاذعة.
ولفتت إلى أن الانتقادات التركية وتلك الصادرة عن نظام الأسد لقرار استثناء بعض المناطق السورية من العقـ.ـوبات جاء على الرغم من تأكيد المسؤولين الأمريكيين بأنه ليس خـ.ـطـ.ـوة سياسية إنما هو خـ.ـطـ.ـوة اقتصادية تهـ.ـدف للمساعدة في تحسين ظـ.ـروف السوريين غير الخـ.ـاضعـ.ـين للنظام.
وختمت الصحيفة تقريرها متسائلة عن مدى الحدود العملية للاستثناء الجديد، لاسيما بما يخص دعم الاستقرار والتعافي المبكر في العديد من المناطق السورية، لاسيما الشمالية والشرقية من البلاد.
كما تساءلت عن الحيز الجغرافي الذي سيشمله القرار، وهل يمـ.ـكن أن تكون الحـ.ـدود البشرية والجغرافية واضـ.ـحة بين القــ.ـرى والبلـ.ـدات المستثناة وغـ.ـيـ.ـر المستثناة.
ويرى العديد من المراقبين والمحللين المهتمين بالشأن السوري أن القرار الأمريكي ربما يكون مرتبط بشكل أو بآخر بمسار الحل السياسي في سوريا، لاسيما وأن واشنطن تعلم جيداً أن قسم من النفط الذي يتم استخراجه من المناطق المستثناة من العقـ.ـوبات يذهب إلى دمشق.
فيما أشار آخرون إلى أن واشنطن سوف تضع رقابة مشددة على النفط، ولن تسمح بتمريره إلى النظام بعد قرار الاستثناء، منوهين أن هدف واشنطن من القرار يتمثل بزيادة الضغط على روسيا والنظام وإجبار الأخير على المضي قدماً بمسار الحل السياسي بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2254.
تجدر الإشارة إلى أن عدة تقارير صحفية تحدثت خلال الأيام القليلة الماضية عن نسخة جديدة من مبادرة “خطوة مقابل خطوة” التي يرعاها المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا “غير بيدرسون”، موضحة أن النسخة الجديدة تتعلق بمسألة الإفراج عن المعتـ.ـقـ.ـلين.