مقالات

هل تحقق أمريكا أحلامها في روسيا؟

هيومن فويس: محمد بلال

هل تحقق أمريكا أحلامها في روسيا؟

الحرب الروسية في أكرانيا خطّة إستراتيجة لعبتها أمريكا أزيد من عقد من الزمن حتى نضجت وآتت ثمارها، فهي من أوغرت صدر روسيا لزمن طويل تخوّفها من إلتحاق أكرانيا بالمعسكر الغربي وبحلف النيتو

وهي من درّبت وسلّحت الجيش الأكراني حتى قبل وقوع المعركة، وهي من أدار المعركة وجعلت الثمان والأربعين ساعة التي من المفترض أن تنهي المعركة تتعدى الشهر وتمتد إلى الآن، وقد يكون أمامها متّسع من الوقت لتهدأ عملياتها الكبرى، وهي من جعلت إقتحام كييف أمراً مستحيلاً

وجعلت الروس يبدّلون خططهم العسكرية بعد إثبات فشلها بل إستحالة تنفيذها، وهي من زودت الجيش الأكراني بالأسلحة الفعّالة لتدمير الأرتال والآليات الروسية لتصبح أكرانيا أغنى دولة بالخردة الروسية التي ستشغّل معاملها لسنوات، وهي من جيّشت المجتمع الدولي ضدّ روسيا

وعلقت عضويتها أو طردتها اليوم من مجلس حقوق الإنسان ومن المرجّح أن تسعى لطردها من مجلس الأمن، وهي من تدير اللعبة السياسية التي جعلت فلودومير زلينسكي اليوم يصرّح أنه لن يتنازل عن أي شيئ في اللقاء المرتقب مع بوتين، بل أنه فرض أجندت المفاوضات وحصرها بوقف إطلاق النار، أما العمليات الصغرى أي عمليات الإغارة والكمائن وإستنزاف الجيش الروسي فهي طويلة الأمد، والغاية منها إستنزاف روسيا عسكرياً مع تحطيمها اقتصاديا

وصولاً للهلهلة السياسية التي من المفترض بعدها أن تضعف سلطة الدولة على الأقاليم البعيدة مما يجعل المطالبة بالإستقلال أمراً وارداً، وتكون سلطة بوتين قد أصبحت في خبر كان، وكان ياما كان في قديم الزمان دولة عظمى تدعى روسيا تحتل بلداناً وتمدّ يدها على أخرى، لتصبح روسيا محموعة دويلات صغرى من دويلات العالم الثالث، إن لم يكن الرابع .

اقرأ أيضاً: تصعيد أطلسي خطير.. هل أصبحت المواجهة حتمية بين روسيا وحلف الناتو؟

فيما يبدو تصعيدا أطلسيا خطيرا وفق خبراء عسكريين، وتجاهلا للتحذيرات الروسية بهذا الخصوص، أعلنت سلوفاكيا نقلها منظومة “إس-300” للدفاع الجوي إلى أوكرانيا، مؤكدة أن المنظومة الصاروخية أصبحت بالفعل موجودة هناك، وأنه تم نقلها بسرية تامة خلال اليومين الماضيين.

وقال رئيس الوزراء السلوفاكي، إدوارد هيغر: “هذا قرار مسؤول قدمت بموجبه جمهورية سلوفاكيا، كدولة تدعم السلام والحرية وحماية حقوق الإنسان، المساعدة لأوكرانيا في الدفاع. نعتقد أن هذا النظام سيساعد في إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأوكرانيين الأبرياء”.

وأضاف أن نقل منظومة الدفاع الجوي “إس-300” إلى أوكرانيا، “لا يعني أن سلوفاكيا ستصبح جزءا من الصراع المسلح في هناك”. فيما لم يصدر حتى الآن أي تعليق روسي على الموضوع .

وإثر الإعلان السلوفاكي المفاجئ، تقدم الرئيس الأميركي، جو بايدن، بالشكر لسلوفاكيا لإقدامها على تلك الخطوة، وسيعقب ذلك إعلان من قبل وزير الدفاع الأميركي، أن واشنطن “ستضع منظومة باتريوت للدفاع الجوي في سلوفاكيا”.

ويعتبر مراقبون وخبراء عسكريون هذه الخطوة، بمثابة “علامة على وجود تخوف من رد فعل موسكو، التي قد تعتبر هذا الإعلان السلوفاكي بمثابة عمل حربي ضدها”.

ويخشى مراقبون من أن تسهم هذه الخطوة السلوفاكية التي حظيت بمباركة أميركية، “بإشعال فتيل صراع أوسع في شرق أوروبا، وانتشار النار الأوكرانية في هشيم منطقة، لطالما كانت تقليديا خط تماس روسي أطلسي”.

كما اعتبروا أن “استهداف روسيا لسلوفاكيا سيعني دخول حلف الناتو في الحرب، والذي لطالما شدد على أنه سيتدخل عسكريا ضد روسيا، متى ما هاجمت موسكو أحد البلدان الأعضاء فيه”.

وللحديث عما يجري، واحتمالات توسع نطاق المواجهة لخارج أوكرانيا بين روسيا وحلف الناتو، يقول رئيس مركز صقر للدراسات، مهند العزاوي، لموقع “سكاي نيوز عربية”: “عسكريا تعتبر صواريخ أرض – جو من طراز إس-300 نظاما فعالا لحماية المواقع الاستراتيجية من القصف الجوي، لكن في ظل تطور منظومات وتقنيات الدفاع الجوي الحديثة وتصنيع منظومة إس 500، يعتبر السلاح الممنوح من أسلحة الجيل الثالث”.

وتابع: “يعد هذا السلاح محدود التأثير والفعالية، في ظل تنوع وسائل الهجوم الجوي واستخدام أسلحة فرط الصوت والطائرات المسيرة، ولا ننسى أن هذا الجيل الثالث متوفر أصلا ضمن ترسانة الجيش الأوكراني، ولم ينجح في الحد من الهجمات الروسية”.

وأضاف: “على عكس الأسلحة الأميركية التي كانت هي الفعالة ضد القوات الروسية، كصواريخ جافلن ضد الدبابات وستنغر ضد الطائرات، وكاميكازي أو سويتش بليد ضد التجمعات، كطائرات انتحارية فعالة”.

ويبدو أن سلوفاكيا انتهزت فرصة الحرب في أوكرانيا لتجديد منظومتها الدفاعية المقرونة بحلف شمال الأطلسي، كما يشرح العزاوي، “للتخلص من إرث وبقايا السلاح الشرقي المتكدس لديها من الجيل الثالث، كمنظومة إس 300، تحت بند دعم ومساندة أوكرانيا”.

المفكر الأميركي نعوم تشومسكي.. أرشيفية
تشومسكي: أميركا ستواصل الحرب حتى يقتل آخر أوكراني

وتابع العزاوي: “سبق أن اشترطت سلوفاكيا لتسليم هذه المنظومة لكييف، الحصول على بديل عنه من الولايات المتحدة، وذلك خلال زيارة وزير للدفاع الأميركي لويد أوستن لسلوفاكيا، وفي حينها تساءل نظيره السلوفيني: كيف سنحدثها ونؤمن صيانتها ونوفر قطع الغيار لها، في حين أن الدولة القادرة على القيام بذلك والمالكة هي دولة معتدية، وأي تعاون مع هذا البلد مستحيل؟”.

والواضح، حسب الخبير العسكري والاستراتيجي، أن “سلوفاكيا حصلت على موافقة أميركية بتزويدها بأسلحة دفاعية أميركية بديلة لترسانتها الشرقية الروسية، وهذا يندرج ضمن توظيف الحرب لتأسيس أسواق للسلاح في دول شرق الناتو وأوروبا”.

وقال: “نجحت في مساعيها كما يبدو، لا سيما أن تسليم نظام الدفاع الجوي الاستراتيجي الوحيد لسلوفاكيا، من شأنه أن يحدث فراغا أمنيا داخل حلف شمال الأطلسي، مالم يعوض كما أسلفت”

واسترسل الخبير العسكري، في شرح أبعاد وحيثيات عملية نقل منظومة إس 300 من سلوفاكيا لأوكرانيا، بالقول: “تعد عملية إيصال السلاح تحت التماس والنار عملية معقدة للغاية، ويمكن وصفها أنها حتى عملية حربية تشي بمشاركة سلوفاكيا فعليا بالحرب، من وجهة نظر روسيا”.

وفي هذا الصدد، نوه إلى أن “روسيا حذرت من قبل دول الناتو من التدخل في العملية العسكرية بأوكرانيا، لا سيما المجاورة منها لأوكرانيا، وتحديدا حذرت من تزويد كييف بهذه المنظومة الدفاعية”

وعن رد الفعل الروسي المتوقع في ظل ما حدث، قال العزاوي: “تدخل سلوفاكيا وبولندا ودول البلطيق بشكل غير مباشر في الحرب، من المحتمل جدا أن يقود لتشكيل حلف شرقي مضاد، تنضم إليه الصين وعدد آخر من الدول، فضلا عن اتساع نطاقات الصراع السياسي والعسكري في أوكرانيا وشرق أوروبا ككل، فنحن حيال لعب بنار قد تحرق الجميع”. بحسب سكاي نيوز

اقرأ أيضاً: فيديو يظهر لحظة انشطار هليكوبتر روسية

أظهر مقطع فيديو ما تبدو أنها طائرة هليكوبتر هجومية روسية تنشطر إلى نصفين بواسطة صاروخ بريطاني ذي تقنية متقدمة، أطلقته مقاتلات أوكرانية، بحسب ما أفادت صحيفة “بيزنس إنسايدر”.

وتُظهر اللقطات نظام “ستارستريك” الصاروخي عالي السرعة يستهدف مروحية هجومية روسية من طراز Mi-28N، فوق منطقة لوغانسك، شرقي أوكرانيا، مما تسبب في انشطار الطائرة إلى نصفين، بعد انفصال ذيلها.

ونظام الصواريخ المحمولة “ستارستريك”، هو الأكثر تقدما في بريطانيا، حيث يتم توجيه السلاح نحو هدفه من خلال أشعة الليزر. وتصل سرعة الصاروخ إلى ثلاثة آلاف ميل في الساعة، وهو أسرع صاروخ قصير المدى، بحسب صحيفة “التايمز”.

وقالت الصحيفة إنه يمكن إطلاقه من منصة أو قاذفة على الكتف ويمكنه ضرب أهداف تصل إلى سبعة كيلومترات أو أكثر.

وبسبب تعقيد استخدامه، يجب أن تتدرب القوات عليه وتسجيل ألف ضربة ناجحة على جهاز محاكاة، قبل أن يُسمح لهم بإطلاق صاروخ حي منه.

ولمساعدة الأوكرانيين على إتقان استخدام السلاح، أرسلت وزارة الدفاع البريطانية فريقا من مشغلي “ستارستريك” وجهاز محاكاة إلى موقع سري في دولة مجاورة للتدريب، حسبما ذكرت صحيفة “التايمز”.

وقالت الصحيفة إنه على الرغم من أن المدربين البريطانيين كانوا يخططون لقضاء أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في تدريب مكثف للقوات الأوكرانية، إلا أن استخدامها هذا الأسبوع يشير إلى أن الجنود تعلموا كيفية استخدام تلك الصواريخ خلال أسبوع أو أسبوعين فقط.

وقال مصدر بوزارة الدفاع البريطانية، لـ”التايمز” إن النظام المضاد للطائرات تم نشره منذ ما يقرب من أسبوع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *